في زمن ما ..
لما كنت صغيرا..
كنت غيورا جــدا
لا أرضى بالظلم .. أو النقصان
لا أرضى بنصيب أدنى
مما يتقــاسمه الصبيان
حتى ألعابي كانت دوما ..
أرقى من ألعاب شقيقي الأكبر
لا .. بل أكثر من هذا كله
كنت انا من يأمر أو ينهي
والكل ينفذ أمري طوعا..
أو كرها ..
وحذار.. أن يكسر أمري
أحــد..أو ينوي العصيان
* * *
كان لدينا جيران
كانوا أحسن منا حالا بالثروة
فأبوهم يملك أضعافا مما نملك
لا .. بل صار غناهم بالذروة
وخزائنهم بالأطنان
وكان لديهم أطفال ..
في سنى .. والأغلب أكبر مني
لكني رغم الضعف ..
ورغم نحولة جسمي .. وكذا الحرمان
فأنا من كان السلطان
من يقسم أصناف الحلوى
ويوزع أثناء اللعب الأدوار
كنت أنا من يبرز دوما
في أي زمان .. ومكان
وأنا من يكسب دوما
في أي سباق .. ورهان
من يحظى دوما بالنصر
وعبارات الإستحسان
* * *
وتمــر الأيام
وتدور إطارات الأزمان
ويكبر جسمي .. ويكبر ابن الجيران
وتتغير أحوال الإنسان
وبلحظة ضعف ..
صارعني ابن الجيران
لم يطرأ في بالي أبدا .. أن يصرعني
أو حتى يسخر مني
لم أتخيل يوما حتى ..
أن تصل الجرأة فيه .. لحد العصيان
حاولت مرارا ومرارا .. أن أثأر
لكنى دوما كنت الخسران
* * *
لم يكفي جاري هذا .. فلقد
أنزل بي الذلة .. ألوان
صيرني أهون إنسان
وسلب مني آشيائي ..
حتى صرت ذليلا جــدا
أخشى أن أخرج وحدي
كيلا يلمحني أحدا كان
ما عادت تستحملني أمي
تنعتني دوما .. بجبان
وأبي دوما يسخر مني
ويصفني بحقير .. ومهان
لم يبق لي أمل بالعيش
ووجودي ليس له معنى .. أو عنوان
* * *
لكني لم أيأس أبدا ..
فتحاملت على نفسي
ودرست مواطن ضعفي
ونويت الثأر..
ورد الصفعة .. ضعفان
فجمعت بقايا آشلائي .. ودعوت الفرسان
وتدربت على الميدان
وذهبت أنا .. بأنا أمسي
كي أثأر لكرامة نفسي
وأصرع ابن الجيران
لكن في هذه المرة .. لم يصرعني
فلقد وفــر عنه الجهد
وقام بنفس الدور ..
شقيقي الأصغر حسان